البيك
عدد الرسائل : 232 العمر : 34 البلد : لبنان.الجنوب العمل في المديرية : غير مذكور تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: تـربية الوجـدان القـومي- الأمين الدكتور عدنان ابو عمشة الأحد يونيو 22, 2008 9:34 pm | |
|
يطرح كتاب الامين عدنان ابو عمشة اشكالية هامة في بناء الانسان الجديد ، وهي كيفية بناء الوجدان القومي الاجتماعي لتحقيق خير المجتمع ، ويضع للوصول لهذه الغاية سلسلة اهداف يجب تحقيقها في البيئة الاجتماعية وهي:
•- احياء حقيقة الامة السورية ، وشق طريق وجودها وارتقائها ، واقامة نظام اجتماعي جديد فيها
•- تحقيق وحدة الوطن السوري ، والتخلص من تجزئته وتخلف مجتمعه
•- مواجهة تحديات قوى الاستعمار والصهيونية ، وقوى الهيمنة العالمية الساعية الى المحافظة على تجزئة الوطن وتخلف أبنائه وبعثرتهم
ووسيلة تحقيق هذه الاهداف هي بالتربية الاجتماعية على ان تكون تربية قومية صحيحة ، بحيث يصبح ولاء الفرد لوطنه وامته ما يقوّي روح التعاون التي تبعث فيه شعوره بشخصيته وشخصية مجتمعه ومصالحه وحقوقه وتنمّي وجدانه القومي ، وتضعف النزعة الفردية والانانية لديه ، فالتربية القائمة في مجتمع من المجتمعات تعبّر عن المستوى الحضاري الذي وصل إليه ذلك المجتمع .
كما تبيّن الدراسة بان التحدي بين المشروع القومي الاجتماعي والصهيونية وكل ملحقاتها هو تحدٍ ثقافي في المرتبة الاولى لغزو التخلف الثقافي في بلادنا بما يمتلكه هذا العدو من وسائل معلوماتية وتكنولوجية بفعل ارتباطه بقوى الامبريالية العالمية ، لذلك فإن تحريك المستوى الثقافي وتحسينه يجعل من هذه الوسائل الحديثة قوة في يد شعبنا لتثبيت المثل العليا والفضائل القومية لتصبح التربية القومية نتاج المجتمع بمقدار ما هي صانعته وتَـقْوى على مغالبة القوى الأخرى التي تشد عوامل التربية الصحيحة دائماً الى الوراء .
ولاحداث التغيير في المجتمع يجب دراسة وتفكيك ما يعيق تطور التربية القومية فيه لمغالبة هذه القيود بحيث تصبح هذه التربية عامة وشاملة ، ومن جملة القيود التي يتناولها الامين ابو عمشة في دراسته:
•- التركيب الاجتماعي
•- البعثرة الدينية ، الطائفية والمذهبية ، تفرض الحدود والسدود ، وتحول دون التواصل والاتصال بين ابناء الامة
•- تجزئة سياسية وزّعت على كيانات ، اغتصب بعضها وسلب بعضها الآخر
•- واقع تربوي يحمل سمات تجزئة الوطن وتخلّفه
من هنا كانت هذه الدراسة مساهمة من قبل الامين ابوعمشة الذي يضع أفقاً تربوياً لإحداث التغيير في المجتمع وبالتالي في حياة الامة بأسرها بتحقيق مبدأ ارادة الحياة عبر ترسيخ المبدأ القومي الجامع والموحّد بوجهيه المادي والروحي ، المبني على الاستقلال الروحي والفكري والخلق الثقافي مما يحقق السيادة القومية وثقة المجتمع بكل مواهبه ومؤهلاته وقدراته الذاتية مولّداً التماسك النفسي بين جميع ابنائه ما يهيئ للوحدة الروحية والاجتماعية لما فيه خير ومصلحة الانسان السوري ، الذي بفعل كل هذه المتغيرات الايجابية سيفتح الافق امام تقدمه وتحرره من الخضوع للضرورة الاقتصادية واطلاق قواه الروحية من مكامنها ، الامر الذي سيشكل بداية التغيير الاجتماعي العام الذي لا يقف عند التغيرات المادية بل يتعداها ليشمل السلّم القيمي في المجتمع .
من هنا تبدأ عملية بناء الوجدان القومي برأي الامين ابو عمشة في مجتمع فاقد لهذا الوجدان مما يؤسس لوعي اجتماعي للقضية وللمسائل الكبرى التي تعصف بأمتنا ومعالجتها من منطلق الشخصية القومية الاجتماعية العارفة لهويتها النفسية المميزة وواقعها الثقافي العريق ، وبأن المجتمع السوري هو مجتمع واحد . هذا الهدف الاساسي ينجز معه عدة اهداف فرعية منها : احلال الرابطة الاجتماعية الكلية ، احلال الولاء القومي الاجتماعي ، علمنة المجتمع والدولة بصورة تامة ، بناء نظام اقتصادي مؤسس على مبادئ القومية والعدالة الاجتماعية ، انجاز التغيير الاجتماعي ، وضوح الهوية القومية والشخصية القومية وتثبيتها ، تحقيق الاستقلال الفكري والروحي وصولاً الى تحقيق النهضة القومية الصحيحة وتغيير حياة الامة السورية بأسرها .
خلاصة القول إن هدف هذه الدراسة هو الوحدة القومية عبر بناء الوجدان القومي في المجتمع السوري والذي بات ضرورة تستلزم القيام بمجهود تربوي كبير للوصول لهذه الغاية ، وهي تندرج ضمن المشاريع التربوية العقائدية القيمة والتي يمكن عبر بعض ما تطرق إليه الدكتور ابو عمشة ان نخطو نحو منهج علمي يساهم في تغيير حياة الامة السورية نحو الافضل .
•· الكتاب من الحجم الكبير . 393 صفحة
وصدر في دمشق
•· الامين عدنان ابو عمشة كان تولى سابقاً مسؤولية عميد الثقاف
| |
|