في
السادس عشر من شهر حزيران الماضي قام الزعيم بزيارة لبيت الاطفال التابع
للمقاصد الخيرية الاسلامية يصحبه الرفقاء فايزة معلوف أنتيبا ووكيل عميد
الداخلية فؤاد نجار وناموس الشعبة السياسية اللبنانية خالد جنبلاط .
فاستقبل
من مدير الدار التربوية الاستاذ رشاد العريس ومعلمة الموسيقى في الدار
الآنسة أديبة قربان والمعلمة الرفيقة يسر حكيم بحفاوة كبيرة . وأديرت
المرطبات وجرى حديث حول التربية وضرورة زيادة الاهتمام بها واحسان توجيهها
.
ثم
قام الزعيم بجولة في اقسام بيت الاطفال وصفوف الدرس ووقف على طريقة
التدريس وأجريت امامه امتحانات قصيرة في القراءة والحساب وعرضت عليه أمثلة
في ترقية عقل الطفل وذوقه الفني ، وعزفت جوقة من الاطفال قطعة موسيقية
كاملة بقيادة المعلمة اديبة قربان .
ومن
اجمل ما وقع في قلب الزعيم موقعاً كبيراً مفاجأة الصفين العاليين له
بالعبارة التالية على اللوح الاسود الطويل : " يحيا انطون سعاده . ولتحي
سورية حرة مستقلة " .
سرّ
الزعيم كثيراً بترتيب بيت الاطفال وبارتقاء فنه التربوي الذي يعود الفضل
الاكبر فيه الى مزايا الاستاذ رشاد العريس التربوية العالية وارتاح كثيراً
الى صحة الاطفال وبهجتهم والنتائج النفسية الممتازة الحاصلة لهم من
الاساليب التربوية الحديثة المتقنة المستعملة لفائدتهم . واثنى كثيراً على
مجهود الاستاذ رشاد العريس وعنايته الناتجة عن فهم عميق لنفسية الاحداث
وشعور حي بقضاياهم ومسؤولية توجيههم .
بعد انتهاء الزعيم من جولته في معهد الاطفال سجل في دفتر الزائرين العبارة التالية :
"
الاطفال هم سر الامم المكنون وزخمها المخزون ، هم الجبابرة اذا اطلقوا
احرارا مدربين ، مروضين ، وهم الاقزام اذا عُـقلوا وكبتوا اذلاء . ان بيت
الاطفال حصن حريتهم ومطلق عزيمتهم ، وان الامة السورية تعتز ببيت الاطفال
".
وشيع الزعيم بالحفاوة التي استقبل بها .
عن النشرة الرسمية - عدد حزيران 1948