البيك
عدد الرسائل : 232 العمر : 34 البلد : لبنان.الجنوب العمل في المديرية : غير مذكور تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: ظاهرة "الأوبامانيا" في العالم الثلاثاء يوليو 01, 2008 4:13 am | |
| "لا يوجد شئ خطأ في أمريكا لا يمكن إصلاحه بالصواب فيها"، إنها كلمات رجل مشغول هذه الأيام بلعق جراح زوجته. فبيل كلينتون ليس معتادا على الفشل.
والمثير للسخرية أن كلماته تتحقق بطريقة لم تخطر على باله أو بالنا جميعا.
فبعد سباق انتخابي محموم رشح الحزب الديمقراطي رجلا لم يلاحظ أغلب الأمريكيين تشابه نطق إسمه مع إسم أسامة، وإسم والده حسين، نشأ في هاواي وترعرع في اندونيسا، ووالده اقتصادي كيني.
يحدث ذلك وأمريكا في غمرة حرب ضد المتشددين الأجانب.
فلو كنت قد حاولت بيع قصة أوباما لمحرر مجلة خيال علمي أو شركة نشر رئيسية لضحك وأوصد الباب في وجهك.
فالخيال الجيد لابد وأن يكون مقنعا، وجاء رد أمريكا بأن الحقائق العظيمة قد لا تكون مقنعة.
البؤساء وعودة إلى الحملة الانتخابية حيث تستعر المواجهة بين باراك أوباما وجون ماكين خاصة حول برامجهما الاقتصادية.
وفي هذه المرحلة يعلم أوباما أن عليه التوقف عن الظهور بشكل غامض وان يبدو دقيقا مستندا إلى مصادر معلومات يعتد بها.
وإذا لم يحقق ذلك فانه لن يفوز بأصوات الناخبين الذين يعيشون بحق حياة بائسة هذه الأيام، فهم يريدونه أن يشعر بآلامهم ويخففها من خلال برامج سياسية.
غير أن بقية العالم لديه ترف متابعة الحملة الانتخابية، والاستمرار في دعم أوباما والاعجاب بـ"الأوبامانيا". فبقية شعوب العالم لا تعبأ بسماع وجهات نظر أوباما في الضرائب والنقل وغيرها.
ومن ثم يرتدي الكثيرون في برلين قميص أوباما. كما أعلن الوزير الألماني السابق كارستن فوجت ان ألمانيا هي أوبامالاند.
وفي روما يبيع أحد المطاعم بيتزا أوباما بزيت الزيتون وشرائح الأناناس.
وفي بوندي بيتش في سيدني بأستراليا يرسمون على رمال الشاطئ الولايات الأمريكية ويتناقشون حول ما إذا كان رجل أسود يستطيع الفوز في كنتاكي وتنيسي.
أفكار التنوير لقد حقق ترشيح أوباما في ليلة واحدة ما عجزت عن تحقيقه دبلوماسية إدارة بوش في 4 سنوات : رمز قوي يؤكد أن أمريكا مازالت قادرة على المفاجأة والالهام.
فهذا الترشيح أثبت أن القلب الثوري لهذه الأمة الذي تأسس على الأفكار المستوردة من عصر التنوير في أوروبا مازال ينبض رغم جوانتنامو وأبو غريب.
ترشيح الحزب الديمقراطي لأوباما أثبت أن القلب الثوري لهذه الأمة الذي تأسس على الأفكار المستوردة من عصر التنوير في أوروبا مازال ينبض رغم جوانتنامو وأبو غريب
مات فري، مراسل بي بي سي في واشنطن لقد كانت أمريكا بحاجة ملحة إلى رمز يمكن أن يشعر الجميع نحوه سواء داخل أمريكا أو خارجها بمشاعر إيجابية.
وربما لا تحب جحافل الجمهوريين وأنصار هيلاري كلينتون سماع ما يقوله أوباما، وقد لا يصوتون له أبدا غير أنه ليس بوسعهم كراهية ما يرونه فيه من النظرة الأولى.
إن لديه القدرة على جعل مشاعر الأمريكيين إيجابية تجاه أنفسهم، ولديه القدرة على جعل العالم كله ينظر بشكل إيجابي إلى أمريكا.
ولكن ذلك قد لا يحول دون تفجر مفاجآت في حملته الانتخابية، وقد تمتلئ فترة رئاسته بالأخطاء وسوء التقدير، وقد يخسر الانتخابات في الرابع من نوفمبر المقبل.
أمة منقسمة بعد 4 أشهر ونصف ستشهد أمريكا الانتخابات الرئاسية وعلى هذا البلد أن يكون مستعدا لأي نتيجة قانونية تسفر عنها.
كما أن على العالم أن يهبط إلى واقع السياسة والانتخابات الأمريكية فرغم الأحلام التي راودت الجميع فالواقع يقول إن أمريكا بلد منقسم إلى نصفين.
وقد تحسم نتيجة الانتخابات بهامش ضئيل للغاية تحدده ضاحية في منطقة باحدى الولايات.
فأوباما قد يكون مواطنا عالميا ولكنه ليس كذلك في وست فرجينيا أو بعض مناطق أوهايو فهو هناك مجرد مرشح رئاسي قد يفوز أو يخسر.
وكان على السياسي الألماني الذي كتب يقول إن أوباما مزيج من جون كينيدي ومارتن لوثر كينج أن يتذكر بعض الحقائق قبل ان طرح ذلك :
يوجد في ألمانيا أقلية تركية يصل تعدادها إلى 4 ملايين نسمة ولكن قليلين جدا من النواب من ذوي الأصل التركي في البرلمان الألماني (البوندستاج).
احتمال وصول رئيس وزراء من أصل باكستاني إلى 10 داوننج ستريت لا يزيد كثيرا عن احتمال فوز انجلترا بكأس العالم.
العنصرية الواضحة التي تعرض لها طلاب أفارقة في بكين تؤشر إلى نهاية عصر الشيوعية الدولية.
وإذا لم تكن أمريكا مستعدة لانتخاب رئيس أسود فليس من حق العالم أن يعلق على ذلك.
فاحتمال فشل أوباما وارد دائما ليس لأنه عالمي أكثر من اللازم، ولكن لأن رؤيته لمستقبل أمريكا قد لا تكون ببساطة ملائمة لرؤية الكثير من الأمريكيين. | |
|