في ذكرى مجزرة إهدن

اليوم هو 13 حزيران ذكرى مجزرة إهدن التي اغتيل فيها
النائب طوني سليمان فرنجية و زوجته و طفلتهما الصغيرة و عدد من محازبيه و
مواطنيه .
القاتل الذي قاد تلك المجزرة كان سمير جعجع و يده المصابة
تحمل الدليل على ما قام به تنفيذا لقرار إسرائيلي في إطار خطة التحضير
لاحتلال لبنان عام 1982 و فرض اتفاقية 17 أيار .
و بالأمس مرت ذكرى
اغتيال الرئيس الشهيد رشيد كرامي رئيس وزراء لبنان و رجل الدولة الذي
اغتيل بسبب ما يمثله من التزام بفكرة الدولة اللبنانية الواحدة العربية
المستقلة القوية و العادلة و هو ما كرس له حياته و كان اغتياله في توقيت
سياسي محكم لفتح أبواب مشاريع التقسيم و الكانتونات التي عمل لها عملاء
إسرائيل في لبنان .
كذلك إن سمير جعجع هو قاتل رشيد كرامي وفقا لحكم
المجلس العدلي الذي سيظل هو الحقيقة في هذه الجريمة و لا يبدل من ذلك قرار
سياسي بطلب أميركي نفذته الموالاة بإصدار قانون العفو .
في التمهيد
للاحتلال و لاتفاق العار جرى اغتيال النائب و الزعيم السياسي الماروني
طوني فرنجية و في الثأر ممن هزموا الاحتلال و فرضوا إلغاء اتفاق 17 أيار
اغتيل الرئيس و الزعيم رشيد كرامي نائب رئيس جبهة الخلاص الوطني الحاضنة
للمقاومة التي قادها الرئيس الراحل سليمان فرنجية عام 1982 .
اغتيال
طوني فرنجية كان الحلقة الأخطر في محاولة مصادرة الموقع المسيحي في
المعادلة اللبنانية لصالح عملاء إسرائيل و اغتيال رشيد كرامي كان لترهيب و
ضرب الخط العروبي التحرري في لبنان بجميع مكوناته .
الخط العروبي
المقاوم و النهج الوحدوي الذي مثله الرئيس سليمان فرنجية و النائب الشهيد
طوني فرنجية تجذر و تأصل بقيادة زعيم تيار المردة الوزير سليمان فرنجية و
هو أثبت بالتجربة مقدارا عاليا من الشجاعة و الجرأة و التعالي على جميع
الحسابات و التصرفات الحاقدة التي ما زال القتلة و العملاء الإسرائيليون
مصممين عليها .
في ذكرى مجزرة إهدن تبدو غالية و كبيرة روح التسامح
عند الوزير سليمان فرنجية في خطابه و في سلوكه بقدر ما يدعو إلى الاعتزاز
ما تحقق من إنجازات لخط المارونية العربية المنفتحة الملتزمة بلبنانيتها
الذي يمارسه تيار المردة من خلال تحالفه الوثيق مع التيار الوطني الحر
بقيادة العماد ميشال عون .
لبنان الوطن السيد المستقل المقاوم الذي
آمن به طوني فرنجية و استشهد من أجله هو الذي يتقدم أما القتلة و العملاء
الذين لم يتوبوا و لم يطلبوا من شعبهم و محازبيهم الغفران على ما اقترفوه
فمكانهم في عرف التاريخ معلوم مهما تأخرت ساعة الحقيقة التي لا يطمسها
العفو و لا تمحوها بعض أعراض ضعف الذاكرة و لا محاولات تشويه التاريخ و
تمييع المسؤوليات عن كل ما حل بلبنان على يد إسرائيل و أذنابها من
المرتزقة .