البيك
عدد الرسائل : 232 العمر : 34 البلد : لبنان.الجنوب العمل في المديرية : غير مذكور تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: فرنجية للداخلية مقابل المر للدفاع الجمعة يونيو 27, 2008 8:28 pm | |
| "السفير" مر اثنان وعشرون يوماً على تكليف الرئيس فؤاد السنيورة بتأليف الحكومة الأولى للعهد الجديد، من دون أن يتوصل حتى الآن، الى وضع مسودة أولية لأسماء الحكومة الثلاثينية، فيما ظلّ الجميع ضائعاً في زواريب هيكليات حكومية تسعى لاقتناص حقيبة سيادية من هنا أو حقيبة خدماتية من هناك، بينما اللبنانيون بمختلف أطيافهم وطوائفهم ومناطقهم يئنون تحت وطأة أزمة معيشية ربما هي الأصعب في تاريخ لبنان منذ الاستقلال حتى الآن. اثنان وعشرون يوماً.. ولا يتردد البعض من المشاركين في الاتصالات في القول إن الأمور قابلة لأن تطول أكثر وربما نكون أمام أسابيع وأسابيع من الأخذ والرد، إلا اذا أقدم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على كسر قواعد اللعبة عبر اقتراحات استثنائية تخرج الجميع من المأزق، أو بالذهاب نحو خيار الحكومة الحيادية الانتقالية التي سبق أن تحدثت عنها بعض العواصم العربية كخيار رديف اذا تعثّرت حكومة الوحدة الوطنية. اثنان وعشرون يوماً وثمة مناخات سياسية متضاربة إزاء الموضوع الحكومي، بينما راح موضوع التقسيمات الانتخابية يتقدم البحث في بعض الدوائر الداخلية، من أجل محاولة منع وصول الأمور الى حافة الانقلاب على التقسيمات الانتخابية التي أقرها المشاركون في اتفاق الدوحة، خاصة بعد ما شهدته لجنة الإدارة والعدل النيابية في اجتماعها الأخير. ففي القصر الجمهوري، بدل أن يكون الرئيس ميشال سليمان يتحدث عن جدول أعمال عهده والإنجازات التي يعول عليها، كان عملياً، يقف عند عتبة نهاية الأسبوع الرابع من ولايته الرئاسية، وهو يعد الأيام بلا حكومة، الأمر الذي بدأ يؤثر سلباً على صورة العهد الجديد وزخمه. وعندما كان بعض أصدقاء رئيس الجمهورية يطلبون منه أن يصارح الرأي العام اللبناني بحقيقة ما يجري على صعيد التأليف الحكومي، كان يجيب بهدوء أن المشكلات بسيطة والأمور ليست معقدة كما يتصور البعض، لا بل هناك حلول ومخارج، والحكومة ستؤلف إن شاء الله قريبا، معولاً على وطنية الجميع وترفعهم، وعلى استعدادهم لتقديم تنازلات لمصلحة البلد. وعندما سئل عن مفاعيل الحملة التي تثار حول توزير الياس المر لحقيبة الدفاع من ضمن حصته، كان يجيب بأنه لن يخرج من المر، لأنه تمكن على مدى ثلاث سنوات من بناء جسور من الثقة المتبادلة معه، وبالتالي لن يكون إلا من أهل الوفاء، وهو متمسك بتسميته للدفاع وليس صحيحاً ما يقال بأن قيادة المقاومة قد وضعت أي نوع من «الفيتو» على المر! وفيما بدا رئيس الجمهورية متجاوباً مع الأفكار التي حملها إليه رئيس المجلس النيابي نبيه بري أمس الأول، شدد على وجوب الحفاظ على الوضع الأمني، وقال إن تسريع ولادة الحكومة يشكل غطاء للبلد ولعمل القوى الأمنية من جيش وقوى أمن داخلي في مواجهة الاضطرابات الأمنية المقلقة. أما في عين التينة، فقد بدا المشهد تفاؤلياً، حيث كان الرئيس نبيه بري ومعاونه النائب علي حسن خليل يواصلان الاتصالات، سواء مع الموالاة، وتحديداً مع رئيس الحكومة المكلف، أو مع المعارضة، وخاصة مع قيادة «حزب الله» (لوحظ أن المعاون السياسي للأمين العام للحزب الحاج حسين خليل قد زار مقر الرئاسة الثانية أمس) ومع العماد ميشال عون ومعاونه المهندس جبران باسيل. وقالت أوساط بري لـ«السفير» إن مناخات إيجابية سادت اتصالات الساعات الأخيرة، وإن الأمور بدأت تنحو في الاتجاه الإيجابي بعد زيارة رئيس المجلس الأخيرة للقصر الجمهوري. وعندما سئل بري عن الايجابيات، قال إن المسألة «طالت كثيرا وستكون هناك سلبيات اذا طالت الأمور أكثر، ولذلك لا بد من التسريع، على قاعدة اليوم قبل الغد». وقالت أوساط بري إن زيارته الى بعبدا انطلقت من شعور لديه بأن الأمور بلغت ذروتها بعدما نصبت «بلوكات» سياسية هنا وهناك تهدد بوصول الأمور الى طريق مسدود، ولذلك جاءت محاولة إزالة هذه الحواجز والمتاريس، وبالتالي السعي لإعادة فتح الأبواب، وبالفعل أثمرت الزيارة الى القصر الجمهوري وما تخللها من طروحات تحريكاً للمياه الراكدة في بركة التأليف الحكومي. ونفت الأوساط أن يكون بري قد طرح أن تكون حقيبة الاتصالات من حصته، علما بأنه يعتبرها أكثر من حقيبة سيادية (أسماها «حقيبة النفط في لبنان»)، بل هو طرحها ضمن معادلة تهدف الى محاولة إيجاد قواعد جديدة للتأليف الحكومي، على أن تسند الاتصالات الى شخصية شفافة وموثوق بها حفاظاً على المال العام. في السرايا الكبيرة، كانت مناخات الصباح تتجه نحو ضخ مناخات إيجابية لكن في ظل حركة اتصالات شبه معدومة من جهة، وبدء العد العكسي لسفر رئيس الحكومة الى فيينا من جهة ثانية. وقال السنيورة «إننا لن نكون أمام أزمـة مفتوحة بالرغم من وجود صعوبات تواجه تشكيل الحكومة العتيدة». وأكد لإذاعة «صوت لبنان» أن هناك من يستغل هذا الظرف لرفع سقف المطالب للحصول على المزيد، لكن في أي لحظة أو أي إشارة قد تبدد العراقيل ونكون أمام تأليف حكومة بداية العهد». غير أن السنيورة ليلا أعطى إشارات مختلفة، وذلك عبر تضمين خطابه السياسي والاقتصادي الموجه للاقتصاديين والمستثمرين العرب المشاركين في المؤتمر الثاني عشر لرجال الأعمال العرب المنعقد في بيروت، دعوة غير مباشرة الى قيادة «حزب الله» للاعتذار من بيروت ردا على ما أصابها خلال الأحداث الأخيرة، وقال إن بيروت ستبقى «عصيّة على من يود انتهاك حرمتها، وقوية على الجراح ومحتضنة كل اللبنانيين، ومؤمنة كباقي مناطق لبنان بالعيش المشترك». في الرابية، بدأ مستوى النقاش يتوازن بين حدي التأليف الحكومي والقانون الانتخابي وموجباته، وخاصة لجهة إمكان عقد جلسة نيابية عامة في الأسبوع المقبل تخصص لإقرار التقسيمات الانتخابية التي نص عليها اتفاق الدوحة، وقد زار النائب إبراهيم كنعان، أمس، الرئيس بري الذي وعده بالدعوة الى الجلسة «لكي يتبين الخيط الأبيض من الأسود حول من يعرقل اتفاق الدوحة»، علماً بأن المؤشرات الأولية التي جاءت من جهة الموالاة أوحت بأن التجاوب مع الدعوة لن يكون متيسراً «اذا لم يحصل خرق في موضوع تأليف الحكومة». وتردد أن العماد ميشال عون صارح بعض حلفائه بأنه كان يدرك أن الطرح الذي قدم اليه حول المشاركة في تسمية وزير الداخلية ليس إلا مناورة، وأعطى مثالا على ذلك «ماذا لو عرضت على رئيس الجمهورية توزير سليمان فرنجية للداخلية على قاعدة أن يكون متوازناً في خياراته، فهو اختار الياس المر من 14 آذار للدفاع وباختياره فرنجية من 8 آذار يكون قد مارس دور الحــكم المحايد في ما يتصل بحصته كرئيس للجمهورية». وقالت مصادر في المعارضة لـ«السفير» إن الاتصالات في الساعات الأخيرة، بما في ذلك مع رئيس الحكــومة وقيادات في المــوالاة، قد أخذت منحى مختلفا، إذ إن الأمر تجاوز الحديث عن الحصص والحقائب الســيادية نحو وضع سلة حكــومية متكاملة»، وأشارت الى أن الطرح جديد ولكن لم يحصل أي تقدم في المشاورات حتى الآن. | |
|